سيدي بوعبيد الشرقي

Rate
0.0 / 10 (0 تقييمات)

تُعتبر شخصية أبوعبيدة محمد القاسم الشرقي العمري، المشهورة باسم سيدي بوعبيد الشرقي، من بين الشخصيات البارزة والمحترمة في مدينة أبي الجعد وفي الوسط الثقافي والديني بالمغرب بأكمله. يترافق اسمه بشهرة واحترام كبيرين، وتُشير القصص إلى وجود قدرات خارقة لديه، ومنها القدرة على شفاء الناس من الأمراض.

تم التقاط هذه الصورة بالقرب من ضريح سيدي بوعبيد الشرقي
تم التقاط هذه الصورة بالقرب من ضريح سيدي بوعبيد الشرقي
جدول المعلومات الأساسية
Sidi Bouabid Al-Sharqi
A photo taken near the tomb of Sidi Bouabid al-Sharqi
الميلاد 926هـ – 928هـ غار الدوح، تادلة، المغرب
الوفاة 1010هـ عن عمر يناهز 84 سنة، أبي الجعد، المغرب
مكان الدفن الزاوية الشرقاوية، أبي الجعد
الجنسية المغرب
عائلة العمري
الديانة الإسلام
المذهب الفقهي المالكي
العقيدة أهل السنة والجماعة
سبب الشهرة مؤسس الطريقة الصوفية الشرقاوية
جدول المحتويات

حياته الشخصية

ولد سيدي بوعبيد الشرقي في عام 926 أو 928، وفقًا للتقويم الهجري، في مكان يبعد نحو 3 كيلومترات عن قصبة تادلة، بجوار وادي أم الربيع. وتوفي في مدينة أبي الجعد في عام 1010 هـجرية. يُعد الشيخ سدي بوعبيد الشرقي مؤسسًا للطريقة الشرقاوية في المغرب. يُزعم أن نسبته تعود إلى عمر بن الخطاب، الذي يُعد أيضًا شخصية بارزة في التاريخ العربي.

لديه 11 ولدًا، من بينهم: الشيخ سيدي أبو النصر عبد القادر، والشيخ سيدي الغزواني بوشاقور، والشيخ سيدي عبد السلام، والشيخ سيدي الحاج المكناسي، والشيخ سيدي المرسلي، والشيخ سيدي الحارثي، والشيخ سيدي المالقي، والشيخ سيدي الدقاق، والشيخ سيدي الطنجي، والشيخ سيدي التونسي (ربيبه المتبنى)، والسيدة لالة ميرة.
وكانت أخوته تتضمن: سيدي عبد النبي، وسيدي عبد العزيز، وسيدي سعيد، وسيدي السموني، وسيدي عبد الرحمان.[2]

التعليم والرحلة

منذ نعومة أظفاره، كان بوعبيد الشرقي يتميز بحبه الشديد للقراءة، حيث برز ذكاؤه اللافت منذ صغره. تشكلت شخصيته خلال رحلة تعلم استثنائية، حيث قام بحفظ القرآن ودرس علوم الدين والأدب تحت إشراف والده، الذي كان لاعبًا رئيسيًا في بناء تلك الشخصية المميزة. وقد أُرسله والده إلى مدينة مراكش ليتتلمذ على يد بعض كبار علمائها، مثل سيدي عبد الله بن ساسي السباعي، تلميذ عبد الله الغزواني مول لقصور، وسيدي عمر القسطلي.

توفي والد سدي بوعبيد الشرقي، سيدي بلقاسم الزعري، على ضفاف نهر أم الربيع، قرب قصبة تادلة.

وفي المدة التي قضاها بمدينة بمراكش أحبه الناس، وعرف باللطف والعلم والذكاء والكرم. ثم عاد إلى مسقط رأسه وانتقل بعدها الى الاطلس المتوسط في المكان المسمى الآن بغرب العلام. مكث هناك فترة قصيرة ثم انتقل الى مكان يبعد عن قصبة تادلة بنحو 23 كلم. نصب خيمته هناك، وحفر بئراً، وبنى مسجداً، وكان المكان مليأ بلغابات والأشجار الكثيفة، وكانت تحيط بالمنطقة الذئاب المعروفة ب ( أبو جعدة ) فسمي المكان منذ ذلك الوقت ب أبو الجعد.

المكان الذي استقر فيه سيدي بوعبيد الشرقي يعرف الآن بالآبار قرب رجال الميعاد, و البئر الذي حفره يسمى اليوم بئر الجامع. وأقام سيدي بوعبيد الشرقي في هذا المكان مدة قصيرة ثم انتقل بعد ذلك لمكان يقال له ربيعة المعروف الآن برحبة الزرع. وبنى مدرسة لقراءة العلم في بالمرح لكبير الذي يعرف الآن بدرب القادريين. وكانت هذه المدرسة مركزًا جذابًا للطلاب الذين جاؤوا إليها من جميع الاتجاهات، ساهمت في نشر العلم والتعليم في المنطقة. مع مرور الوقت، أضحت مدينة أبي الجعد مشهورة بتراثها العلمي والديني الغني، وأصبحت مركزًا حيويًا للتجارة والتبادل الثقافي.

وتوفي سيدي بوعبيد الشرقي سنة 1010 هجرية عن سن يناهز 84 عاما في مدينة أبي الجعد. و خلف ورائه العديد من التلاميذ الذين نشروا تعاليمه في جميع انحاء المغرب.

وقد قامت الزاوية الشرقاوية بدور مهم في نشر العلم وإخراج علماء متميزين. ومن أبرز من تخرج منها: سيدي العربي بن السائح العالم الشهير دفين رباط الفتح، و الشيخ سيدي محمد الصالح بن محمد المعطي دفين أبي الجعد والشيخ سيدي محمد المعطي بن محمد الصالح صاحب “ذخيرة المحتاج” ، وأبو علي الرحالي.[2]

الشائعات والمعجزات

سألنا سكان مدينة أبي الجعد عن الشائعات التي تحيط بشخصية سيدي بوعبيد الشرقي، وهذا ما قالوا لنا:

  • شفاء المرضى: ويقال أنه كان يتمتع بقدرة خارقة على شفاء المرضى من جميع الأمراض.
  • طرد الشياطين: هناك شائعات بأنه قام بطرد الشياطين من مجموعة من الأفراد.
  • معجزة العصا: يقال أنه كان له عصا، فإذا ضرب بها الأرض خرج من الأرض الماء.
  • المساعدة في العثور على عمل: تشير الشائعات إلى أن أي شخص عاطل عن العمل، عندما يذهب إلى قبر سيدي بوعبيد الشرقي، يقبل قبره، ويطلب منه العمل لنفسه أو لأبنائه، يستجاب له الطلب.

ملاحظة: هذه المعجزات هي فقط إشاعات و أقوال الناس يمكن أن تكون صحيحة أو كاذبة.[1]

إنجازات بوعبيد الشرقي

تأسيس الطريقة الشرقاوية:
بوعبيد الشرقي أسّس الطريقة الشرقاوية، وهي تيار صوفي يتسم بالتسامح والاعتدال، يهدف إلى إصلاح المجتمع ونشر قيم المحبة والسلام.

نشر التعاليم الصوفية في المغرب:
قدّم بوعبيد الشرقي جهودًا كبيرة في نشر تعاليمه الصوفية في المغرب، حيث تأثر العديد من الأفراد بفلسفته وتوجيهاته.

بناء الزاوية الشرقاوية:
قام بوعبيد ببناء الزاوية الشرقاوية، وهي مركز صوفي يقع في مدينة أبي الجعد، يُعتبر محورًا لنشر وتعزيز تعاليم الطريقة الشرقاوية.

بناء المدارس والمساجد و حفر الابار:
بالإضافة إلى إسهاماته في المجال الصوفي، قام بوعبيد الشرقي ببناء العديد من المدارس والمساجد، مساهمًا بفاعلية في توفير مراكز تعليمية ودينية للمجتمع.[2]

الموقع الجغرافي لضريح سيدي بوعبيد الشرقي

  • الدولة: المغرب
  • المنطقة: خريبكة
  • المدينة: أبي الجعد (المعروفة أيضًا باسم Bejaad باللغة الفرنسية، و Boujad باللغة الإنجليزية).
  • خرائط جوجل: QJ94+PMF, Boujad
  • يقع ضريح سيدي بوعبيد الشرقي بالقرب من درب الغزاونا و بالقرب من النقاشات و الجردة التحتانية.
  • بوعبيد الشرقي، معروف أيضاً ببعض الصياغات في عدة لغات مثل Bouabid Al-Sharqi أو Bouabid Al-Sharky (الإنجليزية)، Bouabid Cherki (الفرنسية)، وBouabid Acharki (العربية).[1]

الهويات و العاداة

سدي بوعبيد الشرقي، شخص يتسم بهوايات وعادات مميزة. كان يعشق الطبيعة، ويظهر ذلك جلياً في اختياره لموقع إقامته، الذي يتميز بكثرة الأشجار والغابات والأنهار، والمناظر الطبيعية الخلابة.

كما كان مشوقاً للسفر، حيث تجلى ذلك من خلال مسيرته، حيث أشار إلى تنقله بين عدة أماكن ومدن، مما يعكس حبه لاستكشاف وتجربة أماكن جديدة.

وكان لديه اهتمام كبير بالدين، وظهر ذلك من خلال دراسته للعلوم الدينية وحفظه للقرآن الكريم، مما يعكس تفانيه في ممارسة دينه.

لا يقتصر حبه على الطبيعة والسفر فقط، بل امتد إلى حب العمل الخير، حيث بنى العديد من المدارس والمساجد وحفر الآبار، ما يظهر التزامه بخدمة المجتمع وتحسين ظروف الحياة للآخرين.

بهذه الطريقة، كانت هويات وعادات سدي بوعبيد الشرقي تشير إلى شخصية متوازنة وملهمة، مكنته من تحقيق العديد من الإنجازات وترك بصمته في مجالات متعددة.[2]

وفاة وإرث بوعبيد الشرقي

بعد حياة مليئة بالإنجازات والتفاني، توفي سيدي بوعبيد الشرقي في سنة 1010 ههجري عن عمر يناهز 84 عامًا، في مدينة أبي الجعد. رحيله ترك فراغًا كبيرًا في المجتمع الصوفي والديني.

رغم أن جسده قد غادر هذا العالم، إلا أن إرثه يعيش عبر التلاميذ الذين تلقوا تعاليمه. لقد خلف وراءه جيلًا من الطلاب والمؤمنين، الذين نقلوا فلسفته وتوجيهاته إلى جميع أنحاء المغرب.

تأثير بوعبيد الشرقي لا يقتصر على مجال الصوفية والدين فقط، بل امتد إلى بناء مدارس ومساجد، مما أسهم في تحسين التعليم وتوفير مراكز للعبادة. كما نجح في نشر قيم التسامح والاعتدال التي كانت محورًا في طريقته الشرقاوية.

رغم رحيله، يظل بوعبيد الشرقي حاضرًا في قلوب أتباعه ومحبيه، وإرثه مستمر في تشكيل وتوجيه مسار الطريقة الشرقاوية ومساهماته في ترسيخ القيم الدينية والتعليمية في المغرب.[2]

مراجع

1. تم الحصول على هذه المعلومات من سكان مدينة أبي الجعد
2. Habous.gov.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top